سورة الأنفال - تفسير تفسير السيوطي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأنفال)


        


{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22)}
وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله: {إن شر الدواب عند الله} قال: هم الكفار.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إن شر الدواب عند الله} قال: هم نفر من قريش من بني عبد الدار.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {الصم البكم الذين لا يعقلون} قال: لا يتبعون الحق.
وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال: أنزلت في حي من أحياء العرب من بني عبد الدار.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه قال: نزلت هذه الآية في النضر بن الحارث وقومه.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله: {إن شر الدواب عند الله} قال: الدواب الخلق، وقرأ {ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة} [ فاطر: 45]. {وما من دابة في الأرض إلا على رزقها} [ هود: 6] قال: هذا يدخل في هذا.


{وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)}
أخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم عن عروة بن الزبير رضي الله عنه في قوله: {ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم} أي لأعد لهم قولهم الذي قالوا بألسنتهم ولكن القلوب خالفت ذلك منهم.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله: {ولو أسمعهم} بعد أن يعلم أن لا خير فيهم ما نفعهم بعد أن ينفذ علمه بأنهم لا ينتفعون به.
وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه في الآية قال: قالوا: نحن صم عما يدعونا إليه محمد لا نسمعه بكم لا نجيبه فيه بتصديق، قتلوا جميعاً بأحد، وكانوا أصحاب اللواء يوم أحد.


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)}
أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {إذا دعاكم لما يحييكم} قال: هو هذا القرآن فيه الحياة والتقة والنجاة والعصمة في الدنيا والآخرة.
وأخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم عن عروة بن الزبير رضي الله عنه في قوله: {إذا دعاكم لما يحييكم} أي للحرب التي أعزكم الله بها بعد الذل، وقوّاكم بها بعد الضعف، ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم.
وأخرج ابن أبي شيبة وحشيش بن أصرم في الاستقامة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} قال: يحول بين المؤمن وبين الكفر ومعاصي الله، ويحول بين الكافر وبين الإِيمان وطاعة الله.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية {يحول بين المرء وقلبه} قال «يحول بين المؤمن والكفر، ويحول بين الكافر وبين الهدى».
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} قال: يحول بين الكافر وبين أن يعي باباً من الخير أو يعمله أو يهتدي له.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} قال: علمه يحول بين المرء وقلبه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي غالب الخلجي قال: سألت ابن عباس رضي الله عنهما عن قول الله: {يحول بين المرء وقلبه} قال: يحول بين المؤمن وبين معصيته التي تستوجب بها الهلكة، فلا بد لابن آدم أن يصيب دون ذلك، ولا يدخل على قلبه الموبقات التي يستوجب بها دار الفاسقين، ويحول بين الكافر وبين طاعته ما يستوجب ما يصيب أولياءه من الخير شيئاً، وكان ذلك في العلم السابق الذي ينتهي إليه أمر الله تعالى، وتستقر عنده أعمال العباد.
وأخرج أبو الشيخ عن أبي غالب قال: سألت ابن عباس رضي الله عنهما عن قوله: {يحول بين المرء وقلبه} قال: قد سبقت بها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ وصف لهم عن القضاء قال لعمر رضي الله عنه وغيره ممن سأله من أصحابه «اعمل فكل ميسر. قال: وما ذاك التيسير؟ قال: صاحب النار ميسر لعمل النار، وصاحب الجنة ميسر لعمل الجنة».
وأخرج أحمد في الزهد وابن المنذر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. أنه سمع غلاماً يدعو: اللهم إنك تحول بين المرء وقلبه فحل بيني وبين الخطايا فلا أعمل بسوء منها. فقال عمر رضي الله عنه: رحمك الله، ودعا له بخير.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {يحول بين المرء وقلبه} قال: في القرب منه.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8